الثلاثاء، 18 ديسمبر 2012

عينية الحلي

 
قصيدة السيد حيدر الحلي
 
كان السيد حيدر الحلي (1240-1304 هـ) قد اعتاد ان يزور مرقد سيد الشهداء الامام الحسين (عليه السلام) كل عام ويقرأ هناك ولاول مرة قصيدة كان قد نظمها ولم يطلع عليها احد، وفي احدى السنوات وكعادته وفي الطريق الى كربلاء المقدسة  جاءه رجل وطلب منه ان يقرأ قصيدته العينية  وقد اسماه باسمه فقرأها له  حتى وصل الى قوله
حيث الحسين على الثرى         خيل العدا طحنت ضلوعه
حينها اجهش الرجل بالبكاء  وقال " والله يا سيد حيدر ان الامر ليس بيدي" . ثم ما لبث ان اختفى عن نظره وحينها ادرك السيد حيدر الحلي ان هذا الرجل انما هو الامام الحجة المهدي ( عجل الله تعالى فرجه) ، وهذا هو نص القصيدة :

 
 
                          الله يا حامي الشـريعة      

بك تسـتغيــث وقلبها

تدعو وجرد الخيل* مصغيه

وتكاد ألسنة السـيوف

فصدورها ضاقت بسـر

ضربا رداء الحـرب يبدو

لا تشتفي أو تنزعن

أين الذريعة لا قـرار

لا ينجع الأمـ‎هال بالـعا

للصنع ما أبـقى التحمـل

طعنا كما دفـقت أفاويـق*

ولكم حلوبة فكرتي

وعميد كـل مغامـر

تنميه للعليـاء هاشم

وذووا السوابـ‎‎ق والسوابغ

من كل عبـل الساعدين

إن يلتمس غرضا فحـد الـ

ومقارع تحـت القنا

لم يسر في ملمومة*

ومضاجـع ذا رونق

نسي الهجــوع ومـن تيقـظ

مات التصبر بانتظا

فانهض فما أبقى التحمل

قد مزقت ثوب الأسى

فالسيف أن به شفاء

فسواه منهم ليـ‎س ينعش

طالت حبـال عواتـق

كم ذا القعـود ودينكم

تنعى الفـروع أصولــه

فيه تحكـم مـن أباح الــ

من لو بقيمة قدره

فاشحذ (شبا عضـ‎ب)* له الأ

إن يدعها خفـت لدعـ

واطلب به بدم القتيل

ماذا يهيـجك إن صبـرت

أترى تــجيء فجيعة

حيث الحسين علـى الثرى

قتلته آل أمـية

ورضيعه بـدم الوريد

يا غيرة الله اهتفي

وضبا انتـ‎قامك جردي

ودعي جـنود الله تملأ

واستأصلي حتى الرضيع

ما ذنب أهـل البيت حــ

تركوهم شتى مصارعهم

فمغيب كالبـدر ترتقب

ومكابد للسـم قد سقيت

ومضرج بالـسيف آثر

ألفى بمشرعة الردى

فقضى كما أشتهت الحمية

ومصـفد لله سلم

فلقسره لم تلق لولا

وسبية باتت بأفعى

سلبت وما سلـبت محا

فلتغد أخبـية الخدور

ولتبد حاسـرة عن الو

فأرى كريمة من يواري

وكرائم التـنزيل بين

تدعو ومن تــــدعو وتلك

واهاً عرانين العلى

ما هز أضلعكم حداء

حملت ودائعكم إلى

يا ظل سعـيك أمة

أأضعت حافـظ دينه

آل الرسالة لـم تزل

ولكم حلـوبة فكرتي

وبكم أروض من القوا

تحكي مخائلـها بـروق

فلدي وكفـها وعنه

فتقبلوها أنني

أرجو بها في الحشـر

وعليكم الصلوات ما

أتقر وهي كذا مروعة

لك عن جوى* يشـكو صدوعه     (حزن)

لدعوتها سميعـة        ( المدججة بالسلاح)

تجيب دعوتهـا سـريعة

الموت فأذن أن تذيعه

منه محــمر الوشيعة

غروبها مـن كل شيعة

على العدى أيـن الذريعة

تي فقـم وأرق نجيعه

موضعا فـدع الصنيعة

الحيا مـزن سريعة (الماء المتجمع في السحاب)

من ضبا البيـض الصنيعة

يقظ الحفيظة فـي الوقيعة

أهل ذروتهـا الرفيعة

والمثقفة اللموعة

تراه أو ضخم الدسيعة*    (مجتمع الكتفين)

ـسيف يجعلـه شفيعه

يلقى الردى منه قريعه

إلا وكان لهـا طليعة     (كتيبة)

ألهاه عن ضـم الضجيعة

عزمه ينسى هجوعه

رك أيها المحيـي الشريعة

غير أحشاء جزوعة

وشكت لواصلها القطيعة

قلوب شيعتـك الوجيعة

هذه النفـس الصريعة

فمتى تعود به قطيعة

هدمت قواعده الرفيعة

وأصوله تنعى فروعه

ـيوم حرمتـه المنيعة

غاليت ماسـاوى رجيعه

رواح مذعـنة مطيعة     (حد السيف القاطع)

ـوته وان ثقلـت سريعة

بكربلا في خير شيعة

لوقعة الطـف الفظيعة

بأمض من تلـك الفجيعة

خيل العدى طحنت ضلوعه

ظام إلى جنـب الشريعة

مخضب فاطـلب رضيعه

بحمية الدين المنيعة

لطلى ذوي البغـي التليعة

هذه الأرض الوسيعة

لآل حرب والـرضيعة

ـتى منهم أخلـوا ربوعه

وأجمعهـا فظيعة

الورى شوقا طلوعه

حشاشـته نقيعه

عزه وأبـى خضوعه

فخراً على  ظمأ شروعه

تشكر الهيجاء صنيعه

أمر ما قاسـى جميعه

الله كفاً مسـتطيعة

الهم مهجتها لسيعة

مد عزها الغـر البديعة

تطيح أعمـدها الرفيعـة

جه الشريفة كالوضيعة

الخدر آمـنة منيعـة

أمية برزت مروعـة

كفاة دعوتهـا صريعـة

عادت أنوفكـم جديعة

القوم بالعـيس الضليعة

من ليس يعــــرف ما الوديعة

لم تشكر الهادي صنيعه

وحفظت جاهلة مضيعة

كبدي لرزؤكم صديعة

در الثنا تمري ضروعه

في كل (فاركة شـموعة)*     (قصيدة متلألئة)

الغيث معطية منوعة

سواي خلبهـا لموعه

لغد أقدمهـا ذريعة

راحة هذه النفـس الهلوعة

حسنت مطوقة سجوعة
 
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق